هل يحتاج موقف المملكة ودعمها للقضية الفلسـطينية إلى مناقشـة !؟
ظاهرة مناقشـة القضايا السعودية ، ومواقف المملكة من مختلف القضايا العربية والعالمية التى إنتشرت فى بعض الفضائيات العربية واخص بالذكر "قناة الجزيرة " فى الآونة الأخيرة بشكل مكثف ، يجب أن تستوقفنا قليلاً ، لنتفكر حول أسبابها ، والدوافع التى تكمن خلفها ، وماهى دلالاتها ، وماذا علينا أن نفعل إزاء هذه الظاهرة ، وماهو المطلوب منا بالضبط حيال دلالاتها . لأنه ليس المألوف دائماً أن تطرق أو تطرح القضايا الداخلية لدولةٍ ما من الدول العربية على قنوات العربية الأخرى بهذا النحو المكثف ، ولا أن يطرح دورها العربى والعالمى بهذه الكثافة . ثمة ما يلفت النظر فى هذه القضية إذ نجد برنامجاً يناقش مثلاً مواقف المملكـة ، وسياساتها لتضيف طرفاً سعودياً وآخر غير سعودي وقد شهدت أكثر من برنامج يكيل فيها الطرف الآخر الإتهام والتشكيك فى سياساتها ومواقفها. وما يثير الخنق فى تلك الحلقة شيئان ، أولهما : يجب أن لا تشترك المملكة فى مثل هذه الحلقات بأى شخص له صفة رسمية ، بل يجب أن يشترك مفكر أو صحفى أو أستاذ جامعى أو مثقف ، على أن لايحمل صفة رسمية ليتحدث بإسمه هو ، لأن الطرف الثانى لم يكن يمثل سوى نفسه ، وأن لا تتصدى المملكة كدولة لفرد يمثل نفسه فذلك أمر لا يليق بالمملكة ولا بتاريخها ولا بمكانتها. ولو كنت مكان المسؤول الرسمى ـ الذى لا أشك فى عمق وإتساع ثقافته ولا فى وطنيته ـ لرفضت المسألة برمتها ، نسبةً لعدم وجود التكافؤ بينه وبين مساجله . أما الأمر الثانى ـ وهو الأول فى الواقع ـ فهو مسـألة مبدئية، فلماذا تناقش المملكة – مثلاً- دورها الفلسطينى ؟ . لو أن الطرف الآخر كان فلسطينياً يتحدث بإسم السلطة الفلسطينية لوجب أن نناقشه ، وهل يحتاج موقف المملكة ودعمها للقضية الفلسـطينية إلى مناقشـة اليوم ؟ .. إننا نستطيع ومن خلال مثل هذه الأفخاخ التى ينصبها لنا الآخرين أن نكتشف مدى خطورة ما يحاك عن طريق برامج القنوات الفضائية . والحل ، كما سبق وقلت ، فى أن نفتح قنواتنا لتصبح قنوات الحوار الأولى ، أو أن ننشىء قناة أخرى ذات طابع غير رسمى تكون ساحة للحوار المحلى والعربى والدولى علماً بأننا نملك مقومات النجاح وعناصره الثلاث : الكوادر البشرية ، الإمكانات المادية ، الخبرات التقنية ، ولاينقصنا سوى أن نفتح منابر الحوار الشفافة ، التى تحكمها أخلاقياتنا ومثلنا وتحددها أهدافنا وغاياتنا وثوابتنا والتى تتمثل فى الأخلاق الإسلامية السمحة والصادقة التى ينحصر هدفها فى الإرشاد والبناء والتعمير وليس فى الهدم والتخريب.